الخميس، 9 أبريل 2015

كرسى هزاز بقلم الاستاذة سحر عمرو

كرسى هزاز .......... بقــــــلم / سحـــــر عمرو
مقدمه : قال تعالى : (( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) ))صدق الله العظيم

====الجزء الاول ====
فى يوم خريفى من أيام سبتمبر جلست سارة فى الشرفه تتأملها وهى نشوى والسعاده تمﻷ قلبها وهى تراقب أطفالها الصغار يلعبون ويقفزون متمنين رؤيه ماخفى عنهم خلف سور الشرفه المرتفع جدا ولكن ﻻيمكنهم الوصول الى أخره فقد صمم بإرتفاع معين حتى هى نفسها كانت بالكاد تستطيع رؤيه الأشياء من ورائه.... إزدادت منافسه الأوﻻد وصراخهم وإزدادت سعادتها وقامت تمثل إنها تساعدهم وغرضها اﻷول هو إطعامهم وسط الضجيج والصراخ والضحكات البريئه وهى تحمد الله فى قلبها كثيرا ... فقد إنتهت أخيرا من ترتيب بيتها الجديد وتم وضع كل شئ فى مكانه بدقه وقد إشترت كل شئ بنفسها وإختارت الألوان بعنايه فهذه غرفه الأطفال ﻻ ينقصها شئ حتى إنها اختارتها قريبه من مئذنه المسجد المجاور حتى ينشأ اطفالها مشبعين بهذا الجو الإيمانى الروحانى .. وحتما ستقضى معهم وقتا طويﻻ فى هذه الغرفه وهى مغرمه بسماع صوت الأذان والخطبه كل يوم بين آذان المغرب والعشاء ..ولذلك فضلت أن تترك لهم اوسع غرفه وهى ذات شرفه طويله تحيط بها من جميع الجهات حتى يكفى لوضع أرجوحه وزحلوقه وكذلك كرسيها الهزاز التى تفضل الجلوس عليه دائما وهى تراقبهم...مازلوا يلعبون ويمرحون ..لكنها شعرت بالارهاق من كثرة الكلام والجرى ورائهم وتذكرت أمها وكيف انها كانت تتعب من أجلهم كثيراااااا .... ربنا يخليها ومايحرمنا منها ابدا .....وإرتفع صوت أذان المغرب.... ما أحﻻه .. قامت تصلى وهى تسال نفسها هل يمكن أن تنوى صلاة الجماعه معهم فهى تسمع كل شئ بوضوح وتكاد ترى المصلين من خلف نوافذ المسجد ولكنها تقريبا تعرف الإجابه مسبقا بانه ﻻيجوز أن تصلى فى جماعه وهى منفصله عنهم فهناك فواصل بينها وبين المسجد .. وﻻيقعون فى نفس المبنى ..لعله خير قالتها فى نفسها وقد قررت ان تذهب بنفسها لإمام المسجد وتسأله فى أقرب فرصه سانحه لتتأكد قد يكون جائزا ...ياريته ينفع .... عاشقه أنا لصلاة الجماعه قالتها وهى تتحسر على ضياعها وعدم تمكنها من ترك اولادا صغارا منفردين


====الجزء الثانى ====== وما إن دخلت فى الصﻻة حتى سمعت صوت إمرأتين
خلف السور يتتاقشان بحده ويعلو صوتهما أحيانا حتى أنها ﻻتستطيع التركيز فى الصﻻة..يالله لقد أصبح صوتهما شجارا .أنهت صﻻتها وهى ترجوا الله أن ينتهوا قبل أن تبدأ خطبه الإمام.. خطفت نظرة سريعه ... نعم إنه سطح أحد المنازل المجاورة والمﻻصقه لهم تماما كما هو الحال فى معظم أحياء مصر ... تعالت الاصوات وجذبها الفضول لترى من هاتان المراتان ؟؟ ميزت وجهيهما.إحداهما شابه فى منتصف الثﻻثين أو اكثر تلبس عباءة طويله وتركت شعرها منسدﻻ على كتفيها بطريقه سخيفه وقدلونته بلون اصفر فاقع وهو يميل إلى السواد أصﻻ مما زادها بشاعه أما صوتها فكان حادا قويا وألفاظها ﻻذعه وأحيانا أخرى بذيئه ..إنها حقا مثيرة للأستفزاز..أما السيده الأخرى فغالبا تخطت الستين بكثير فقد مﻷت التجاعيد وجهها وجسمها الهزيل ووجها الضعيف وصوتها الذى تسمعه بالكاد وزادت الأولى من الصياح ومن ثم تطورت إلى شتائم ..وسباب..والغريب ان الأخرى العجوز كانت تبكى بل تقول لها
طيب بخاطرك ..
إمشى بقى
روحى مش عاوزة ﻻأشوفك وﻻ أسمعك
وحتى لو مت متمشيش فى جنازتى
والأخرى مستمرة فى الصياح حتى قالت :
هوأانت أصﻻ حد هيمشى فى جنازتك؟؟
إتقى الله وإعدلى مرة واحده فى حياتك وإتجهت ناحيه السلم الضيق وأثناء نزولها إلتفتت وقالت
: أما يجوا وﻻدك حبايبك هاحكيلهم ويشوفولى حل معاكى
..وبكت العجوز.... وأختفت بذيئه اللسان
بكت سارة ايضا وقالت فى نفسها هذه زوجه إبنها وطبعا عند عودته سوف تروى له الأكاذيب وطبعا هى المﻻك البرئ ...بس على مين..أنا هنا ...لن اتركها تفعل ماتشاء

.=====الجزء الثالث ======== . ولم تستطع أن تسكت اكثر من ذلك فنادت على المرأه العجوز وأعطتها كوب عصير قد أعدته سابقا لنفسها..وبادرتها قائله ﻻتحزنى وﻻ تفكرى فى ذلك أعلم أنها زوجه إبنك من إسلوبها معك ولكن هو الحق عليه مفروض يفهمها إنك أمه ومشين أن تتعامل معك بهذا الاسلوب الوقح لكن وﻻ يهمك ده من أصلها أكيد محدش رباها وبكرة وﻻدها يعملوا فيها أكتر من كده ..والله ﻻتضيع عنده الحقوق ..هذا رقم تليفونى وعندما ياتى إبنك أخبريه بكل شئ وإذا لم أكن موجوده هنا قريبه إتصلى عليا نعم إتصلى ﻻتترددى ...سآتى فورا وأخبره بكل شء ﻻ تحزنى سوف أفهمه إنه غلطان ﻷنك والرسول وصى بالأم ومينغعشى يبقى فى شغله ومراته تعمل كده وﻻ يهمك أنا معكى وربنا معكى وهاجيب لك حقك حتى لو حصل ايه....
وانتظرت اى رد من السيده العجوزولم تسمع أى تعليق وفجأ÷ قامت لتدخل مكان صغير كانت هى تظنه مكان لتربيه الطيور اكتشفت فيما بعد أنه هذه غرفه تنام فيها هذه المرأه المسكينه ....ياستى راحه فين ؟؟؟ متنسيش تكلمينى أما يجى إبنك ومتزعليش إنى سمعت كﻻمكم بدون ماأقصد.. ... نظرت لها العجوز طويﻻ وقد زاد بكاءها وقالت :
..أنت فاكراها ..مرات إبنى ..ﻻ ياغاليه .
.دى ياحسرة قلبى بنتى . بنت بطنى..... تمتمت سارة بكلمات غير مفهومه وهى مذهوله .....وقالت لها اخبرينى ماذا حدث منك لتقابلكى بكل هذه القسوة ؟؟؟؟؟؟؟ ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟؟ قالت العجوز إنها الايام تدور وكما تدين تدان منذ 40 عاما حدث نفس الموقف ونهرت أمى بشده وأتهمتها أنها تفضل اخوتى الذكور علينا نحن البنات وأتفقنا جميعا وبنينا لها غرفتين فوق السطوح لتنام فيهم كى أتزوج أنا فى شقتها ولم اشعر وقتها بأى تأنيب ضمير إعتقادا منى أنها فضلت أخى علينا ولم اقتنع ببرائتها أو ضعفها أمام أخى وعدم قدرتها عليه إلا عندما وضعت فى نفس الموقف وهاتان الغرفتان لازالتا موجودتين ولكن بعد أن إستعملنا أحداهما فى تربيه الطيور ...الحمدلله فى غرفه بنام فيها وياريت يابنتى عندما تنظفىن هذا السور العالى لاتتركى المياه تجرى كثيرا لانها تدخل الغرفه من السقف الصاج وتبلل المرتبه التى أنام عليها .
.توارت العجوز وتورات الشمس أيضا
...ودخلت سارة غرفه أوﻻدها ..باكيه .. وهى تقول فى نفسها إنها إبتلاءات وإختبارت وإما نجحنا وإما ترد الينا ثانيه ولكن مع تغيير الأدوار ؟؟؟؟
وأقفلت باب الشرفه ولم تفتحها ثانيه إﻻ للتنظيف ...
صورة مستخدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق